بينما صبي صغير، يسير ويسير ويسير، كأنه فرخ ضل عن سرب العصافير،
إذا به يبصر زهرة فيحاء، كأنها نجمة في وسط السماء، أو جوهرة من الجواهر الحسناء......
.......................
فبقي يرقبها ببراءة الأطفال، وهي تميل ذات اليمين والشمال، وبدأ يخطو نحوها بإقبال........
فإذا بها تفوح برائحة زكية
ولها ألوان رائعة بهية
كأنها مياه نهر نقية
.......................
فأعجب بها أيما إعجاب
وسبح بفكره كأنه يقرأ كتاب
وتمنى أن يضمها ضمة أحباب
...................
فمد نحوها كلتا يديه
وقرر ضمها إليه
فقد ملئت عينيه
...................
وأنتبهت الزهرة للصبي
ونظرت له كأنه بطل أبي
أو أنه شاعر لبيب ذكي
................
وحنت الزهرة له حنانا
وكادت تعلن له إعلانا
لكنها لم تقدم له بيانا
..............
ولمحت له بالتلميح
ولم تبح له بالتصريح
ولم تقل كلاما فصيح
........................
وبعد مدة من الزمان
صارا كأنهما عاشقان
وكل منهما متيمم ولهان
........................
لكن الصبي كان جبان
فقرر الإنسحاب بكتمان
وكأن شيء ما كان
.........................
والزهرة كانت جريئة
وقررت البوح بالحقيقة
وتسطيرها كانها وثيقة
..........................
لأنها ترى أن الحب ليس بالإرادة
ولا يمكن إخفائه وقتله بالإبادة
فذاك يسبب للندامة تفشيي وزيادة
.............................
ونظرت الصبي كانت مختلفة
لأنه يرى أن الأولى أن ينصرف
دون أن يبوح وأن يقر ويعترف
..................................
والزهرة لم تقبل الإخفاء
وإعتبرته نوع من الجفاء
وأنه ليس بنبل وليس بوفاء
.............................
طبعا : القصة لن تكمل فصولها الآن بل تبقى للزمان كي تظهر وتبان
لأن الشاب أدرك أنها زهرة جريئة، وأنها صاحبة نظرة بريئة، ومشاعرها فياضة وبالحب مليئة.....
لكنها تبقى زهرة صغيرة، عليها أن تبقى في حديقتها الكبيرة، فهكذا تكبر وتصير أميرة،
وخاف عليها إستعجالا بالقطف، لأنها قد تذبل ويكن مصيرها الحتف، فعليه أن يتحلى بالعطف،
والزهرة الحت أن تذهب معه بعيد، ورأيته فرح مسرور وسعيد، مبتهجا كأنه صبي صبيحة العيد،
والصبي يفكر بمستقبها، بأن تصبر لتكبر بحديقتها، ويأتي من يطلب يدها،
وبهذا تكتمل لها فرحتها،
والزهرة أرادت له صورة، وقالت بذا أصير سعيدة مسرورة، فلا ترد طلبي وتترك خواطري مكسورة،
والصبي قابلها بالرفض للطلب، ولم يقدم لها تبرير للسبب، مما اشعرها بالسخط والغضب،
لكنها قالت هذا يهمني، ورفضك يأذيني ويألمني، كأنك بذا تتركني وتهملني،
فرد عليها حبي لك يمنعني،
فلا تحسبيني بأني بخيل، لكني أرى أمامك طريق طويل، وأتمنى أن تذلليه تذليل،
فهناك أمرور لك الآن أولى، فتمهلي أختي مهلا مهلى، إني أخشى أن أرى اوراقك الآن ذبلى،
.................................................
ثم جلس الصبي جالسا يفكر يا ترى هل أمد يدي للزهرة وألبي رغبتها بالقطف وأستمتع برائحتها الزكية، وألوانها البهية، ولو على حساب مصلحتها، أم أتركها مكانها، وأستمتع بجمالها، دون أن اكون سبب في حرمانها...........
ولا يزال الصبي يفكر ويفكر ويسبح بخياله ...........ولا ندري .......؟؟؟!!!.
وحمل الصبي عودا من حشائش الأرض كان بجنبه
وبد يخط على الرمل ويكتب عبارت وعبارات
مما كان يسبح في خاطره من أفكار
لتمر عليها الريح فتمسحها ومما بقي منها من آثار
هذه الكلمات أرجوا أن تراعى بالإعتبار
عذرا أيتها الزهرة الفيحاء.......عذرا أيتها الجميلة الحسناء
عذرا يا شغاف القلب عذرا.......على ما بدى مني من جفاء
لكنه الحب الحقيقي الذي........أملي على ذلك القرار إملاء
فالزهور علينا لها بالحفظ........ما دامت بحدائقها الغناء
فالواجب أن نرعاها بالحفظ......من كل ريح عاصفة هوجاء
وأن نتعهدها بالسقي والحفظ ....بماء العفة وأنعم به من ماء
حتى تزهوا زهرتنا بعد تخرجها.......ونراها طبيبة تعالج لنا الداء
أو نراها خارجة من كلية.........للصيدلة فتعطينا ما نحتاج من دواء