الخوف من الضياع في الفضاء أو احتراق دمائه أبرز تحديات المهمة
عائلة فليكس ظلت تبكي طوال الرحلة حتى وصوله إلى الأرض في نيومكسيكو
شعور المغامر بالبرد كاد يلغي المهمة لكنه صمم على القفز في النهاية
نجح المغامر النمساوي "فليكس بومجارتنر" في تحقيق إنجاز غير مسبوق حيث قفز بالباراشوت من الفضاء، ليكون أول إنسان يخترق الغلاف الجوي ويخترق حاجز الصوت بجسده وليس داخل طائرة أو مركبة فضائية.
وذكرت صحيفة التليجراف البريطانية أن بومجارتنر 43 عاما الضابط السابق بسلاح المظلات النمساوي، والذي يعد أحد أشهر القافزين بالباراشوت في العالم، قفز من على ارتفاع بلغ 128 ألف قدم (23 ميل) فوق سطح الأرض، وذلك من خلال كبسولة فضائية حملها بالون ملئ بغاز الهيليوم، فوق سماء منطقة روزويل في مدينة نيومكسيكو الأمريكية، لتصعد في طبقات الجو العليا وتخترق الفضاء بعد ساعتين من إطلاقها، ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وسيصعب تحطيم انجازه في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة أن الارتفاع الذي وصل إليه القافز النمساوي يعد أربعة أضعاف الارتفاع الذي تصل إليه طائرات الركاب العادية.
وأعرب الكثير من الخبراء عن مخاوفهم من حدوث أمر غير متوقع مثل فقدان المغامر في الفضاء وعدم قدرته على العودة للأرض بعد قفزه من البالون، بالاضافة إلى المخاطر الصحية مثل ارتفاع ضغط الدوم أو الاحتراق أثناء اختراق الغلاف الجوي، أو سخونة الدم أكثر من اللازم ووصوله لدرجة الغليان.
وكان الخطر الوحيد الذي أثار قلق الخبراء، بعد ساعة من انطلاق البالون حين أخبرهم بومجارتنر أنه يشعر ببرد قارص، وطلبوا منه العودة إذا اراد، لكنه قرر في النهاية مواصلة الرحلة والاستمرار فيها إلى النهاية، وكان القرار النهائي بالقفز.
وكان الرقم القياسي السابق في القفز بالباراشوت قد سجله "جوي كتينجر" والذي قفز من اتفاع 19.5 ميل فقط، وسجل هذا الرقم عام 1960، والمثير أنه حدث اتصال بين كتينجر وبومجارتنر، أثناء وجوده في الكبسولة الفضائية وقبل قيامه بالقفز من الفضاء، وكان الشخص الوحيد الذي سمح له بالحديث مع القافز في هذا الوقت الحرج.
وعند بداية المهمة قال كتنجر له: "ما تفعله شئ عظيم، فيلكس أنت تقوم بعمل عظيم، كل شئ يبدو جيدا وأنت في طريقك نحو الفضاء".
وقد حطم بومجارتنر بإنجازه المهمة العديد من الأرقام القياسية، حيث أصبح أول انسان يكسر حاجز الصوت بجسده، وأول انسان يصل إلى مثل هذا الارتفاع في بالون.
وأكد الخبراء الذين أشرفوا على المهمة أنهم كانوا خائفين بشدة مما قد يحدث في حال اختراق إنسان لحاجز الصوت، فكل الاحتمالات كانت مفتوحة ولم يكن أحد يستطيع أن يتنبأ مما قد يحدث له أثناء اختراقه حاجز الصوت بجسده دون أي شئ حوله يحميه.
واصطحب القافز النمساوي معه إلى الولايات المتحدة والديه لمشاركته اللحظة التاريخية، واللذان أكدا أنها المرة الأولى التي يسافران فيها خارج أوروبا، وكانت والدته الأكثر تأثرا وانفعالا لما يجري، وكانت تبكي طوال الوقت وزاد بكاؤها عندما رأته يقف على منصة الكبسولة قبل أن يقفز بلحظات.
واختار بومجارتنر هذا التوقيت بالذات لمغامرته، لأنه يتزامن مع الذكرى رقم 65 لقيام الطيار الأمريكي "شيك ييجر" بكسر حاجز الصوت بطائرته لأول مرة في التاريخ، فأراد أن يكون هو الآخر صاحب انجاز تاريخي وكسر حاجز الصوت لكن بجسده فقط وبدون طائرة.
وبدأ المغامر النمساوي الاعداد لهذه المهمة منذ خمس سنوات تقريبا، وتم تأجيلها عدة مرات، آخرها يوم الاثنين الماضي، لأن الظروف الجوية لم تكن مواتية على الاطلاق، نظرا لقوة الرياح بصورة كبيرة وغير متوقعة، وهو ما أدى لإلغاء الرحلة خوفا من المخاطر التي تحيط بها.