لماذا لانعترف بالحقيقة الكاملة؟ ولماذا يحاول البعض' عمدا ومع سبق الإصرار' إخفاءها, أو إتلافها في ثنايا النفي المتكرروالتشدق بتعبيرات تجافي الحقائق الواضحة, مؤكدا أن الشركة المصرية للاقمار الصناعية' نايل سات' لم توقع عقدا واحدا مع أي شركة إسرائيلية لبث قنوات فضائية خاصة بها علي النايل سات كما تؤكد الأوراق والخطابات الرسمية الموجوده في الشركة ذاتها تشير إلي أنه يتم تأجير قنوات' من الباطن' تعمل من خلالها قنوات اسرائيلية وغربية في إطار سياسية الشركة التي تتبعها لتاجير قنوات تليفزيونيه من جهات خارجية وذلك لإعادة تأجيرهذه القنوات' للغير'. واقع المستندات يقول إن الشركة المصرية للأقمار الصناعية تتبع سياسة تأجير هذه المساحات وإعادة تأجيرها بطريقة ملتوية للغير كما حدث مع' قناة الحكمة' التي أغلقتها فرنسا لأنها تعمل علي قمرها الصناعي' يوتلسات' في الوقت الذي اعترفت فيه مدينه الإنتاج الإعلامي أنها تؤجر منها ستديوهات, وعليها مديونيات, وهو مايشير بطبيعة الحال إلي أن القناة كانت مؤجرة من الباطن علي يوتلسات.
حقيقة أخري تكشفها الأوراق تقول إن النايل سات تدعي أنها لم توقع أية اتفاقات واضحة أوغير مباشرة ولا حتي بشكل شفهي مع أية جهة مصرية أوعربية أو أجنبية تقوم ببث قنوات الجنس والتعارف, أوتلك القنوات التي تهاجم دولا أخري وتتسبب أزمات للسياسة المصرية مع دول أفريقية وعربية مع أن الحقائق الواضحة- يجب أن تعترف بها الشركة- أنها قامت بتأجير مساحات قمرية علي القمر الصناعي' يوتلسات' الواقع في الموقع المداري25.5% شرقا, وهو ما يتقاطع مباشرة مع الإرسال الخاص بالقمر الصناعي المصري الواقع علي الموقع المداري7 غربا, وبالتالي كل ما يمكن بثة علي القمر' يوتلسات' يمكن مشاهدته علي القمر الصناعي المصري اذا تم توليف التردد الخاص بهذه القنوات, وبالتالي يظهر لك مباشرة علي قائمة المعلومات الخاصة بالقناة عبارة' القمرالصناعي المصري'نايل سات' والتي تشاهدها نفسها علي شاشات القنوات المصرية.
تلك هي الحقيقة التي فجرتها الشركة الفرنسية نفسها وقادت إلي المفأجاة الكبري بأن مصر تمتلك قمرا صناعيا واحدا فقط وهو' نايل سات101' فقط, وليس هناك وجود لما يسمي' نايل سات102' الذي يظهر معلوماته علي لوحة البيانات في أي جهاز' ديكودر أو ريسفر' لاستقبال القنوات الفضائية, وأن ما تملكه مصر فعليا بعد انتهاء العمر الافتراضي للقمر الصناعي' نايل سات101' هو القمر الصناعي' نايل سات201' وبالتالي فإن الشركة المصرية تقوم بتأجير مساحات قمرية علي أقمار صناعية أخري.
ومن ناحية أخري كشف تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات, أن الشركة المصرية للأقمار الصناعية' نايل سات' قامت بدفع46 مليون دولار مقابل هذا التأجير, وقالت الملاحظة التي ردت عليها الشركة فيما بعد أنه قد بلغت القيمة التشغيلية الأخري في31-12-2009 نحو46 مليون دولار مقابل30 مليون دولارفي العام المالي2008, نتيجة الزيادة في القيمة الإيجارية المدفوعة من الشركة نظيراستئجار' سعات فضائية'' ترانسبندرات' من جهات خارجية بنحو41 مليون دولار خلال العام المالي الحالي مقابل25 مليون دولار العام الماضي2008.
في حين بلغت الزيادة المقابلة لها في الإيرادات المحققة عن بث قنوات تليفزيونية نحو14 مليون دولار عن العام المالي2008 وهذه الزيادة هي التي رصدتها الشركة في آخر تقرير صدر عن أداء الشركة في نهاية عام2010 والنصف الأول من2011, وهو ما يؤكد أن الشركة مازالت تقوم بالتأجير علي القمر الصناعي الفرنسي' يوتلسات', أما في نهاية عام2011 فقد أكد التقرير أنه تم احتساب نحو86 مليون دولار أمريكا في31-12-2011 قيمة المصروفات التشغيلية الأخري ضمنها- نحو63.8 مليون دولار قيمة إجمالي مصروفات النشاط وتتمثل في القيمة الإيجارية المدفوعة نظيرعقود استئجار سعات فضائية' ترانسبدنرات'من جهات خارجيه خلال العام المالي.2011
مما سبق يتضح إذن أن الجهاز المركزي علي مدي الأربعة سنوات الأخيرة من عام2008 مازال يرسل ملاحظات علي المبالغ المدفوعة في تأجير' من الباطن قنوات لحساب إسرائيل والتعارف والجنس' عبر قمر صناعي آخر, وأكد أيضا أن هناك قنوات أخري تتعاقد عليها الشركة لبثها علي القنوات المستأجرة من الجهات الخارجية, وأن حجم الدخل السنوي يعادل14 مليون دولار فقط, وهو مبلغ زهيد جدا إلي حد أنه لايغطي1% من حجم تكلفة التأجير لهذه الوحدات المؤجرة علي أقمار صناعية أخري.
من جانبها اعترفت الشركة المصرية للأقمار الصناعية' نايل سات' في الرد الذي أرسلته للجهاز المركزي للمحاسبات قائلة( تستأجر الشركة سعات فضائية من أقمار أخري لأهداف استراتيجية' من شأنها السيطرة علي الموقع المداري وتأمين احتياطيات تشغيل حيث إنه يجب أن يكون للشركة' سعات فضائية' احتياطية لتأمين الخدمات التشغيلية وتلبية طلبات عملاء الشركة نظرا لأن التشغيل بدون تلك السعات الفضائية يمثل وضعا عالي المخاطر, ومن هنا تقوم الشركة بببذل الجهد المطلوب لتنشيط التسويق والبيع لإشغال المساحات المستأجرة' غير المستغلة بعد'.
والواقع أن هذا الاعتراف ليس كافيا فحسب وليس نهاية المطاف, بل ينبغي أن تعترف نايل سات بالحقيقة الواضحة في أن القمر الصناعي' نور سات' وهو القمر الوهمي التي حاولت الشركة أن تقنع الجميع به وهو في ذات الوقت مجرد شركة تتعامل معها الشركة في إطار التعاقدات, وهذه الشركة هي التي تقوم ببث قنوات لها علي نفس القمر' يوتلسات.'
هذه هي الحقائق التي يجب أن نعترف بها, ومن هنا نطالب المهندس صلاح حمزة إن يقول لنا حقيقة هذه التأجيرات ؟, وكيف يقوم بالسيطرة عليها؟ خاصة أن القمر الصناعي المؤجرعليه يبث علي نفس تردد القمر الصناعي المصري, وهو مايعني أن القنوات التي تقوم بتأجير وحدات من شركة' نايل سات' لديها معلومات بأنها تبث علي القمر الصناعي المصري نايل سات, في حين أن الحقيقة المغلوطة أنها تبث من القمر الصناعي الفرنسي' يوتلسات' خاصة أن الذي كشف عمليات التأجيرعلي سعات قمرية أخري هو أولا: ظهور قنوات مسيحية مثل' الحياة سات7' وثانيا قنوات إسرائيلية مثل' ميكس', ثم بدأت قنوات التعارف' الشات' تظهر علي ترددات القمر الصناعي المصري والتي سببت بدورها أزمات للسياسة المصرية مثل' السور' التي جعلت الكويت تعترض علي بث هذه القناة باعتبارها تثير الفتن في الكويت مع البدو الكويتيين علي القمر الصناعي المصري, في ذات الوقت كانت القناة تبث علي القمر الصناعي' يوتلسات', لكن المعلومات التي ظهرت علي القناة تشير إلي أنها موجودة علي القمر الصناعي المصري' نايل سات', وهو ما وضع ادارة الشركة في حرج شديد.
وعلي الرغم من كل ماسبق من قرائن وأدلة نفي المهندس صلاح حمزة وجوده علي القمر الصناعي المصري, ونفس الشئ حدث مع قناة' ميكس' الإسرائيليه التي تظهر لجميع الموجهين الأطباق إلي النايل سات مما يؤكد وجودها, بينما الحقيقة هي أنها تبث ارسالها علي القمر الصناعي الفرنسي' يوتلسات' والذي يتداخل مع قمرنا الصناعي' نايل سات' للأسف.
ويبقي الأمر الذي ربما يزيد موقف النايل سات تعقيدا أنها أطلقت الجيل الثالث من الأقمار متمثلا في' القمر الصناعي201' في شهر نوفمبر الماضي علي نفس' المدار7 غربا' مما يجعله معرضا لنفس المشكلة, وهو تقاطع ارساله مع القمر الصناعي الفرنسي' يوتلسات', وأيضا مع القمر القطري' اسهيل' الذي سيطلق في نهاية عام2012 ؟
جدير بالذكر والإشارة إلي أن بث' قناة التحرير' كان إلي وقت قريب علي القمر الصناعي' يوتلسات' عن طريق شركة' نور سات' وهو ما تم كشفه في الفترة الأخيرة, ومع ذلك لم تعترف الشركة وتركت القناة تعلن أنها تبث إرسالها علي النايل سات, وغير ذلك هناك العديد من القنوات التي تبث علي أقمار أخري وتظهر علي شاشة التليفزيون بأنها تبث إرسالها علي النايل سات مثل' قناتي التت ولايف تي في'.
وماذا بعد كل هذه الحقائق المؤلمة, ألا ينبغي أن يعترف المهندس صلاح حمزة قبل انطلاق انتخابات مجلس الشعب القادمة التي ربما نشهد في وقتها قنوات تروج لها وتكسب منها ملايين علي غرار ما حدث مع قنوات الهزل والرقص وتقول لنا النايل سات لسنا مسئولين؟.